المسلمون في النيجر بين فكي الفقر والجفاف
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
المسلمون في النيجر بين فكي الفقر والجفاف
المسلمون في النيجر بين فكي الفقر والجفاف
12 مليون مسلم يُحاصرهم الجوع والتصحر
المسلمون في النيجر بين فكي الفقر والجفاف
أحمد أبو زيد
في الوقت الذي ينفق الأوربيون فيه 10 مليارات دولار على شراء الآيس كريم سنويًّا، وينفق الأمريكيون 35 مليارًا للغرض نفسه، يتضوَّر ملايين الأفارقة جوعًا في العديدِ مِنَ الدُّوَل الفقيرة؛ مثل النيجر وأثيوبيا والصومال وأريتريا والسودان، ويَموت آلاف الأطفال يوميًّا بسبب سوء التغذية والأمراض المرتبطة بِها، إنَّها مفارقة عجيبة في عالم اليوم الذي يروج للعولمة الغربية، ويتشدَّق بِحقوق الإنسان.
وأمامنا مثال صارخ لدولة مسلمة، ضرب الجوع والجفاف سكانها دون هوادة، خلال الأعوام الأخيرة، وهي النيجر التي عاش شعبها المسلم سنين من القحط والجوع، منذ أن تعرضت أراضيه لموجات الجفاف المريع، الذي أعقبه "تسونامي الجراد"، ليقضي على ما تبقى من محاصيل زراعية تنتج بوسائل بدائية، الأمر الذي فاقم من خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني في هذه الدولة المسلمة، حيث تشير الأمم المتحدة إلى أن هناك 150 ألف طفل يموتون جوعًا في النيجر.
ففي شهر مايو (2005م) أطلقت العديد من المنظمات الإنسانية صيحات الاستغاثة لنجدة ربع سكان النيجر، وهم نحو 3 ملايين نسمة، وإنقاذهم من الموت جوعًا، ومن قبلهم دوت صرخة استغاثة أطلقها الرئيس النيجيري المسلم (حما أحمدو) لأمته الإسلامية أولاً، ثم للمجتمع الدولي كله، لإنقاذ بلده من مجاعةٍ كبيرةٍ وشيكة الحدوث، تُهَدِّدُ 12 مليون شخص يقطنون تلك الديار المسلمة.
فقد دعا إلى ضرورة تقديم إغاثة عاجلة؛ غذائيَّة ودوائيَّة وكسائيَّة إلى بلاده، لأنَّ الوضع في منتهى السوء، وقال: إنَّنا نُواجِهُ أخطَرَ كارِثَةٍ في التَّاريخ، وإنَّ خطر المجاعة من جراء الجفاف والتهام الحشرات والطيور للمحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها السُّكَّان في معيشَتِهم صار أمرًا مخيفًا، ولم نستطع السيطرة عليه.
ولأنَّ الصرخة لم تسمع، والاستغاثة لم تَصِلْ بالقدر المطلوب؛ أصبحتِ المجاعة واقعًا شهدناه في بلد 98 % من سكانه مسلمون، حيث ضربتْ ثلاثة ملايين شخص بينهم 800 ألف طفل، والعشرات كانوا يَموتون يوميًّا خلالَ عام 2005م، بعد أن أصبحَ ورق الشَّجر ومَخزون قرى النمل هو الزَّاد الذي لا يسدُّ جوع أحدِهم، فحسب الإحصائيَّات الرَّسْميَّة كان هناك (2988) قرية مهددة بالمجاعة، ويسكنُها أكثر من ثلاثة ملايين شخص؛ أي أكثر من ربع سكان الدولة.
• دولة صحراوية:
والنَّيجر دولة إفريقية مسلمة، وعضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، يُمَثِّل المسلمون فيها نسبة 98 %، وتقع في جنوب الصحراء، ويحدُّها من الشمال والجنوب الجزائر وليبيا، ومن الشرق تشاد ومن الجنوب مالي، وقدِ استقلَّتْ عن فرنسا عام 1960، ولغَتُها الرَّسْمِيَّة هي الفرنسيَّة، وتبلغ مساحتها مليون و267 ألف كيلو متر مربع، ويصل عددُ سكَّانِها إلى 12 مليون نسمة.
ويرى البعض أن وصول الإسلام إلى النيجر يعود إلى فتوحات القائد عقبة بن نافع لشمال إفريقيا، ثم وصوله إلى جنوب الصحراء مع القوافل التجارية، في حين يرى البعض الآخر أن قومًا من البربر المسلمين جاؤوا من المغرب، ووصلوا في القرن الثامن إلى إقليم (العير) وأقاموا فيه، ثم أنشؤوا عددًا من المساجد في (تيفس) عام 759 م، وفي (تنتاغوهدي) عام 809 م، وفي (اسوده) عام 890م، وأنَّهم لبِثوا في (اغادس) أربعة قرون (حيث يوجد هناك مسجد يحمل اسمهم) قبل أن يهاجروا نَحو الغرب حتَّى ضِفاف نَهر النَّيْجر.
والنَّيجر في طبيعتِها تُعَدُّ بلدًا صحراويًّا، حيثُ تغطي الصحراء ثلاثة أرباع مساحتها، وتواجه عوائق من بينها اتساع مساحة البلاد، وعدم توفُّر الطُّرق والخدمات اللازمة، وهذا يؤدِّي بدوره إلى انقطاع مناطق عن الأخرى، ووضعها المناخي القاري، والجفاف المتواصل، وضعف الموارد، ونسبة التعليم فيها لم تتجاوز 41 % سنة 2005م، كما بلغت نسبة الأُمِّيَّة فيها 80 % سنة 200م.
• ثاني أفقر دولة في العالم:
وهي تُعَدُّ ثاني أفقر دولة في العالم، حيث تحتلُّ المرتبة 173 من قائمة الدول الفقيرة من أصل 174؛ أي قبل الأخيرة، والناتج القومي للفرد لا يتعدَّى 136 دولارًا في السنة، وتبلغ نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في البلاد 63 %.
ولقد توالتْ سنواتُ الجفاف على النيجر حتى هلكت كثير من المواشي، ثم جاءت موجات الجراد التي قضت على الأخضر واليابس في بعض المناطق، هذا إلى جانب التصحر وزحف الرمال الذي أهلك الكثير من المزروعات، وتراكمت الديون على هذا الشعب الفقير؛ فلا يستطيع كثير منهم شراء البذور للزراعة.
وحسب تقديرات منظَّمة "أطباء بلا حدود"، فإن هناك أكثر من 20 % من سكان المناطق المنكوبة يعانون سوء التغذية المستفحل، بينهم أطفال في الشهور والسنوات الأولى من ولاداتهم لا يذوقون طعم الحليب، ومع بدء توافُد بعض مؤسَّسات العمل التطوعي والخيري إلى النيجر أثناء كارثة الجفاف الأخيرة، بدأت الحياة تدب من جديد في المناطق المنكوبة، واضطُرَّ الأطباء لغرز أنابيب في أنوف الأطفال حديثي الولادة لتمر لبطونِهم الخاوية.
وترتَّب على هذه الكارثة وجودُ أكثَرَ من 800 ألف طفل مهدَّدين بالموت، و25 ألف طفل مصابين بالحصبة، وكان يصاب نحو 100 ألف طفل بمرض التهاب السحايا أسبوعيًّا، منهم 17900 حالة في العاصمة، واضطُرَّت النساء لحمل أطفالِهن لمسافات تزيد على 20 كيلو متر للوصول لمراكز العلاج الإغاثية في درجة حرارة تَصِلُ إلى 50 درجة مئوية.
وأشارتْ مُنَظَّمة الفاو وقْتَها إلى أنَّ هناك 3 ملايين نسمة يعيشون في أكثر من 3 آلاف منطقة مهددين بالمجاعة التي تسميها المنظمات (نقص الغذاء)، وبرغم نداءات الاستغاثة التي أصدرتها لجمع 4 ملايين دولار لمواجهة الوضع، لم يصل إلى البلاد سوى 650 ألف دولار فقط لمساعدة ضحايا المجاعة في النيجر.
• محصلة المأساة:
وتَمثَّلتْ مظاهر مأساة النيجر نتيجة لما تعرضت له من موجات الجفاف والجوع فيما يلي:
1- 12 مليون مسلم مُعرَّضون لِمجاعة قاسية، ربعهم أهلكه الجوع وينتظر الموت كل لحظة.
2- أطفال ونساء في إقليم زارماغاندا الغربي في النيجر اضطروا لأكل النمل الأبيض والحشائش من الجوع.
3- 800 ألف طفل دون سنِّ الخامسة عشرة، كانوا مهدَّدين بالموت نتيجةَ الجوع، وكان يتساقط منهم العشرات كل يوم.
4- أكثر من 150 ألف طفل مصابون بسوء التغذية، التي تبدأ أعراضها بضعف تام، وتنتهي بتوقف الرئتين والقلب، ثم الموت أمام أعين الوالدين.
5- أكثر من 25 ألف شخص مصاب بداء الحصبة، وأن أكثر من 77 % من الحالات التي سجلت في مدينة نيامي العاصمة متفشية بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمسة عشر عامًا، بسبب عدم تلقيهم لأي لقاح.
6- 5800 شخص أصيبوا بالتهاب السحايا الذي قد يقتل المريض في عدَّة ساعات، وأن عدد المصابين بالتهاب السحايا تجاوز في بعض المناطق الخمس عشرة حالة لكل مائة ألف نسمة أسبوعيًّا.
7- المزارعون هناك كانوا يبيعون أبقارهم في نيجيريا المجاورة بـ 15 دولارًا للبقرة فقط؛ لشراء الغذاء والبذور، وهو السعر الذي يعد أقل حتى من مصروف التربية والسفر، علاوة على خسارة أبقارهم.
• مآسي الأزمة:
ولقد ترتَّب على هذه الكارثة الإنسانية، التي تعرَّض - وما زال يتعرَّض - لها شعب النيجر المسلم، مجموعةٌ من المآسي التي أفرزَتْها الأزمة، وهي:
1- النساء هناك كن يتسابقن على أوراق الأشجار وقرى النمل بعد أن فقدوا الغذاء الآدمي، فقد ساهم هذا الوضع في بروز بعض الحالات الإنسانية الخطيرة التي تدمي القلوب، حيث لوحظ في مختلف المناطق تسابق النساء والأطفال لمزاحمة الحيوانات في قطف أوراق الأشجار، وخاصَّة شجرة (بوسيا وجيغيا)، حيث تقوم النساء بقطف كمية كبيرة جدًّا تصل إلى 15 كلغ؛ لتكفي أسرة من عشرة أفراد خلال يوم واحد؛ لأنَّ طبخ هذه الأشجار يتطلب وقتًا طويلاً؛ نظرًا لاحتوائها على مادَّة حمضيَّة بكميَّة كبيرة قد تسبب أمراضًا إذا لم تصفَّ من هذه المادة، لِهذا يقوم النساء بطبخها ثم تصفيتها من الماء عدَّة مرات، كما يضاف على هذه الأوراق جذور بعض الأشجار؛ لتمويه الأطفال بتوفُّر غذاء وافر، وقد أدى هذا الوضع لظهور حالات كثيرة من سوء التغذية في صفوف الأطفال، كما شوهد مجموعة من النساء يقمن بالحفر عن قرى النمل طيلة اليوم؛ ليحصُلْن على كيلو واحد من مخزون هذه القرى من الحبوب التي لا تكفي لوجبة يوم لـ 3 أفراد من العائلة.
2- أولياء الأمور كانوا يغادرون القرى بحثًا عن العمل، فنظرًا لهذا الوضع السيئ غادر بعض أولياء الأمور القرى المتضرِّرة بحثًا عن حياة كريمة لهم ولعائلاتهم، فقصدوا بعض الدول المجاورة والمدن الحضارية وخاصَّة نيامي، كما لوحظ هجرة بعض العائلات بعد بيع كل ما يملكون من الحيوانات والقطع الأرضية، للاستقرار في المدن الكبرى وللاشتغال بالتجارة، وقد فشل الكثير منهم، حيثُ إنَّ المبالغ التي وفَّروها من بيع مُمتلكاتهم، أجَّروا بها بيتًا واشتروا بعض المواد الغذائية الضرورية، والباقي للقيام بأعمال تِجارية صغيرة، والتي لم تنجح مع الكثيرين منهم، فتحوَّلوا إلى متسوِّلين في الطرقات.
3- انتشار الرذائل والموبقات: فقد سبَّب هجرة أولياء الأمور إلى المدن والدول المجاورة، تَحمُّل النساء مسؤولية توفير الأكل للأطفال، وقد نفِد ما تَرَكَهُ لَهُم ربُّ البيت، فاستعملوا وسائل أخرى لتلبية رغبات الأطفال؛ كبيع الحيوانات وممتلكات البيت، واستعمال أوراق الأشجار، ومع تأخُّر ربِّ البيت في إرسال النقود، والذي هو الآخَر تَجِدُه يتسوَّل في هذه المدن والدُّول المجاورة؛ للحصول على ما يسد به رمقه، ناهيك على أن يقوم بإرسال النقود لعائلته، فقد نتج عن هذا الوضع المأساوي عجز النساء عن توفير الغذاء للأطفال، حيث لم يتبقَّ من شيء يُباع غير شرفهن، لتظهر بذلك بيوتات الدعارة في المدن القريبة من تلك القرى المتضررة، مستغلَّة حالة العجز والعوز التي دَفَعَتِ النِّساء والفتيات لِلهجرة إليها لممارسة الرذيلة فيها، والحصول على نصف دولار أو ربع دولار حسب ما يرويه أهالي هذه المدن، وقدِ استغلَّ هذا الوضع أصحاب النفوس الضعيفة للقيام بعملية التجارة في أعراض وشرف النساء اللواتي لا حول ولا قوة لهن سوى الخضوع؛ للحصول على فرنكات ترجِعُ بِها في نهاية الأسبوع لأطفالها التي تركتهم مع الجيران (النساء)، أو الرجوع لأمهاتِهن وإخوانِهن (الفتيات) حاملة معها من الدخن كي يكفيهم مدة أسبوع، وقد سبب هذا في ظهور ظاهرة الطلاق وبالتالي تشرد العائلة، خصوصًا عند رجوع بعض الرجال وأولياء الأمور من الدول المجاورة حاملين معهم بعض أكياس الدخن لعائلاتهم، وعند سماعهم بما وقع فيه نساؤهم وبناتهم عزموا على الطلاق والعودة من حيث أتَوْا، وهو مما زاد الوضع سوءًا.
4- تفشي ظاهرة السرقة: فقد ظهرت الكثير من عمليات السرقة للمحلات التجارية وللحيوانات في البيوت، وظهور قطاع الطرق، حيث سجلت حالات عدَّة وخصوصًا في الليل الذي تقل فيه الحركة.
5- تفشي ظاهرة التسول: حيث لوحظ ازدياد عدد المتسولين وبشكل رهيب في الطرقات في صفوف النساء والرجال والأطفال، وأصبح التسوُّل سببًا من أسباب تفشي ظاهرة الزنا، وذلك باستغلال الفتيات اللاتي لم تتجاوز أعمارهن 15 سنة من قِبَل أصحاب رؤوس الأموال، لإرغامهن على ممارسة الرذيلة مقابل الحصول على مبلغ مالي، وهذا ما ذكره بعض شهود العيان.
• التكافل الاجتماعي الغائب:
ولكن أين الأمة الإسلامية، أُمَّة الرَّحْمَة والتكافل من مأساة الجوعى والمنكوبين في النيجر المسلمة؟! وهل أحس المسلمون بآهات وآلام وأنين الجوعى من المسلمين هناك، إن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم – يقول: ((مَن بات شبعانًا وجاره جائع وهو يعلم؛ فقد برئت منه ذمة الله))، وقياسًا على هذا الحديث نقول: أيُّما دولة إسلامية باتَتْ شبعانة، وجارتُها المسلمة جائعة، فقد برئت منها ذمة الله.
إنها حقًّا مأساة، أن يكون في أمة الإسلام آلاف وربما ملايين يمتلكون المليارات، وفي المقابل ملايين من هذه الأمة يتضورون جوعًا كل ليلة، ولا يجدون ما يسد جوعهم، فأين التكافل بين المسلمين وأين التوادُّ والتراحم؟
إنَّ الحقائق التي ذكرناها عن مأساة المسلمين في النيجر، وعن حال الجوعى هناك - تفطر القلوب، وتجعل المُسْلِم المهتمَّ بأمر إخوانه يَبكي دمًا لا دموعًا على ما وصل إليه حال المسلمين هناك، نتيجة الجوع الذي أكل الأخضر واليابس، فالنَّاس هناك - وكما رأينا - كانوا يعيشون على أوراق الشجر والحشائش منذُ عِدَّة أشهر بعد نزول الأمطار، ويأكلون بعض الحشائش السامة والمرة بعد غليها في الماء لمدة أربعة أيام؛ حتى يستطيعوا أكلها بعد أن تَخِفَّ مرارتُها، والقبائل في شرق وشمال النيجر إذا وجدوا قيمة شراء الطعام، فإن أكثرهم لا يستطيع نقله إلى عائلاتهم في عمق الصحراء؛ لقلة الطرق وسوء الموجود منها.
وكان من المشاهد المألوف في النيجر، أن ترى امرأة عجوزًا تقطف أوراق الشجر وتنظفها استعدادًا لطبخها، وأن ترى أطفالاً أصبحوا هياكل عظمية من سوء التغذية وفقدان الحليب، وفي بعض القرى اضطر الناس لحفر بيوت النمل بحثًا عن بقايا الحبوب داخلها، وأكثر المتضررين هم الأطفال الرضع، وذلك لعدم قدرة كثير من العائلات على الحصول على الحليب المجفَّف، فالأمَّهات يعيشون على أوراق الشجر والحشائش فلا يجد الطفل الرضيعُ حليبًا في صدرها، مما يجعله يواجه الموت جوعًا.
إنَّها مأساة إنسانية عاشها شعب مسلم، وما زال يعيش طرفًا منها، بعد انتهاء موجات الجفاف، وقد غابت عنها أمة الإسلام، الأمة التي يفرض عليها دينُها أن تكفل الجوعى المسلمين في كل مكان، ولو أخرج المسلمون زكاة أموالهم لصارت مليارات، ولكفلت كل الفقراء والجوعى في العالم الإسلامي، وما رأينا جائعًا واحدًا، ولكن المحزن والمبكي أن نسمع وقت الأزمة واشتداد الكارثة هناك، أن الدول العربية والإسلامية لم تساهم إلا بـ 1200 طن فقط، كمساعدات لأهلِ النَّيْجَر؛ أي ما يُعادِلُ 2% من المساعدات، بينما الغرب 98% حسب إفادة رئيس الوزراء في النيجر.
• المراجـع:
1- المجاعة في النيجر: رواية شاهد عيان - خالد بن محمد الطويل - الإسلام اليوم - الرياض 14 سبتمبر 2005م
2- شبح الموت يحاصر ربع سكان النيجر - شبكة نسيج - 25 سبتمبر 2005م.
3- مأساة الجوع في النيجر- قناة الجزيرة - المراسل عبدالقادر عياض، بتاريخ 13 يونية 2005م.
4- عاجل من أرض النيجر المسلمة - موقع طريق الإسلام - 5 أغسطس 2005م.
5- مَن لمسلمي النيجر - ملفات موقع طريق الإسلام - 15 أغسطس 2005م.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
12 مليون مسلم يُحاصرهم الجوع والتصحر
المسلمون في النيجر بين فكي الفقر والجفاف
أحمد أبو زيد
في الوقت الذي ينفق الأوربيون فيه 10 مليارات دولار على شراء الآيس كريم سنويًّا، وينفق الأمريكيون 35 مليارًا للغرض نفسه، يتضوَّر ملايين الأفارقة جوعًا في العديدِ مِنَ الدُّوَل الفقيرة؛ مثل النيجر وأثيوبيا والصومال وأريتريا والسودان، ويَموت آلاف الأطفال يوميًّا بسبب سوء التغذية والأمراض المرتبطة بِها، إنَّها مفارقة عجيبة في عالم اليوم الذي يروج للعولمة الغربية، ويتشدَّق بِحقوق الإنسان.
وأمامنا مثال صارخ لدولة مسلمة، ضرب الجوع والجفاف سكانها دون هوادة، خلال الأعوام الأخيرة، وهي النيجر التي عاش شعبها المسلم سنين من القحط والجوع، منذ أن تعرضت أراضيه لموجات الجفاف المريع، الذي أعقبه "تسونامي الجراد"، ليقضي على ما تبقى من محاصيل زراعية تنتج بوسائل بدائية، الأمر الذي فاقم من خطورة الوضع الاقتصادي والاجتماعي والإنساني في هذه الدولة المسلمة، حيث تشير الأمم المتحدة إلى أن هناك 150 ألف طفل يموتون جوعًا في النيجر.
ففي شهر مايو (2005م) أطلقت العديد من المنظمات الإنسانية صيحات الاستغاثة لنجدة ربع سكان النيجر، وهم نحو 3 ملايين نسمة، وإنقاذهم من الموت جوعًا، ومن قبلهم دوت صرخة استغاثة أطلقها الرئيس النيجيري المسلم (حما أحمدو) لأمته الإسلامية أولاً، ثم للمجتمع الدولي كله، لإنقاذ بلده من مجاعةٍ كبيرةٍ وشيكة الحدوث، تُهَدِّدُ 12 مليون شخص يقطنون تلك الديار المسلمة.
فقد دعا إلى ضرورة تقديم إغاثة عاجلة؛ غذائيَّة ودوائيَّة وكسائيَّة إلى بلاده، لأنَّ الوضع في منتهى السوء، وقال: إنَّنا نُواجِهُ أخطَرَ كارِثَةٍ في التَّاريخ، وإنَّ خطر المجاعة من جراء الجفاف والتهام الحشرات والطيور للمحاصيل الزراعية التي يعتمد عليها السُّكَّان في معيشَتِهم صار أمرًا مخيفًا، ولم نستطع السيطرة عليه.
ولأنَّ الصرخة لم تسمع، والاستغاثة لم تَصِلْ بالقدر المطلوب؛ أصبحتِ المجاعة واقعًا شهدناه في بلد 98 % من سكانه مسلمون، حيث ضربتْ ثلاثة ملايين شخص بينهم 800 ألف طفل، والعشرات كانوا يَموتون يوميًّا خلالَ عام 2005م، بعد أن أصبحَ ورق الشَّجر ومَخزون قرى النمل هو الزَّاد الذي لا يسدُّ جوع أحدِهم، فحسب الإحصائيَّات الرَّسْميَّة كان هناك (2988) قرية مهددة بالمجاعة، ويسكنُها أكثر من ثلاثة ملايين شخص؛ أي أكثر من ربع سكان الدولة.
• دولة صحراوية:
والنَّيجر دولة إفريقية مسلمة، وعضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، يُمَثِّل المسلمون فيها نسبة 98 %، وتقع في جنوب الصحراء، ويحدُّها من الشمال والجنوب الجزائر وليبيا، ومن الشرق تشاد ومن الجنوب مالي، وقدِ استقلَّتْ عن فرنسا عام 1960، ولغَتُها الرَّسْمِيَّة هي الفرنسيَّة، وتبلغ مساحتها مليون و267 ألف كيلو متر مربع، ويصل عددُ سكَّانِها إلى 12 مليون نسمة.
ويرى البعض أن وصول الإسلام إلى النيجر يعود إلى فتوحات القائد عقبة بن نافع لشمال إفريقيا، ثم وصوله إلى جنوب الصحراء مع القوافل التجارية، في حين يرى البعض الآخر أن قومًا من البربر المسلمين جاؤوا من المغرب، ووصلوا في القرن الثامن إلى إقليم (العير) وأقاموا فيه، ثم أنشؤوا عددًا من المساجد في (تيفس) عام 759 م، وفي (تنتاغوهدي) عام 809 م، وفي (اسوده) عام 890م، وأنَّهم لبِثوا في (اغادس) أربعة قرون (حيث يوجد هناك مسجد يحمل اسمهم) قبل أن يهاجروا نَحو الغرب حتَّى ضِفاف نَهر النَّيْجر.
والنَّيجر في طبيعتِها تُعَدُّ بلدًا صحراويًّا، حيثُ تغطي الصحراء ثلاثة أرباع مساحتها، وتواجه عوائق من بينها اتساع مساحة البلاد، وعدم توفُّر الطُّرق والخدمات اللازمة، وهذا يؤدِّي بدوره إلى انقطاع مناطق عن الأخرى، ووضعها المناخي القاري، والجفاف المتواصل، وضعف الموارد، ونسبة التعليم فيها لم تتجاوز 41 % سنة 2005م، كما بلغت نسبة الأُمِّيَّة فيها 80 % سنة 200م.
• ثاني أفقر دولة في العالم:
وهي تُعَدُّ ثاني أفقر دولة في العالم، حيث تحتلُّ المرتبة 173 من قائمة الدول الفقيرة من أصل 174؛ أي قبل الأخيرة، والناتج القومي للفرد لا يتعدَّى 136 دولارًا في السنة، وتبلغ نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في البلاد 63 %.
ولقد توالتْ سنواتُ الجفاف على النيجر حتى هلكت كثير من المواشي، ثم جاءت موجات الجراد التي قضت على الأخضر واليابس في بعض المناطق، هذا إلى جانب التصحر وزحف الرمال الذي أهلك الكثير من المزروعات، وتراكمت الديون على هذا الشعب الفقير؛ فلا يستطيع كثير منهم شراء البذور للزراعة.
وحسب تقديرات منظَّمة "أطباء بلا حدود"، فإن هناك أكثر من 20 % من سكان المناطق المنكوبة يعانون سوء التغذية المستفحل، بينهم أطفال في الشهور والسنوات الأولى من ولاداتهم لا يذوقون طعم الحليب، ومع بدء توافُد بعض مؤسَّسات العمل التطوعي والخيري إلى النيجر أثناء كارثة الجفاف الأخيرة، بدأت الحياة تدب من جديد في المناطق المنكوبة، واضطُرَّ الأطباء لغرز أنابيب في أنوف الأطفال حديثي الولادة لتمر لبطونِهم الخاوية.
وترتَّب على هذه الكارثة وجودُ أكثَرَ من 800 ألف طفل مهدَّدين بالموت، و25 ألف طفل مصابين بالحصبة، وكان يصاب نحو 100 ألف طفل بمرض التهاب السحايا أسبوعيًّا، منهم 17900 حالة في العاصمة، واضطُرَّت النساء لحمل أطفالِهن لمسافات تزيد على 20 كيلو متر للوصول لمراكز العلاج الإغاثية في درجة حرارة تَصِلُ إلى 50 درجة مئوية.
وأشارتْ مُنَظَّمة الفاو وقْتَها إلى أنَّ هناك 3 ملايين نسمة يعيشون في أكثر من 3 آلاف منطقة مهددين بالمجاعة التي تسميها المنظمات (نقص الغذاء)، وبرغم نداءات الاستغاثة التي أصدرتها لجمع 4 ملايين دولار لمواجهة الوضع، لم يصل إلى البلاد سوى 650 ألف دولار فقط لمساعدة ضحايا المجاعة في النيجر.
• محصلة المأساة:
وتَمثَّلتْ مظاهر مأساة النيجر نتيجة لما تعرضت له من موجات الجفاف والجوع فيما يلي:
1- 12 مليون مسلم مُعرَّضون لِمجاعة قاسية، ربعهم أهلكه الجوع وينتظر الموت كل لحظة.
2- أطفال ونساء في إقليم زارماغاندا الغربي في النيجر اضطروا لأكل النمل الأبيض والحشائش من الجوع.
3- 800 ألف طفل دون سنِّ الخامسة عشرة، كانوا مهدَّدين بالموت نتيجةَ الجوع، وكان يتساقط منهم العشرات كل يوم.
4- أكثر من 150 ألف طفل مصابون بسوء التغذية، التي تبدأ أعراضها بضعف تام، وتنتهي بتوقف الرئتين والقلب، ثم الموت أمام أعين الوالدين.
5- أكثر من 25 ألف شخص مصاب بداء الحصبة، وأن أكثر من 77 % من الحالات التي سجلت في مدينة نيامي العاصمة متفشية بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخمسة عشر عامًا، بسبب عدم تلقيهم لأي لقاح.
6- 5800 شخص أصيبوا بالتهاب السحايا الذي قد يقتل المريض في عدَّة ساعات، وأن عدد المصابين بالتهاب السحايا تجاوز في بعض المناطق الخمس عشرة حالة لكل مائة ألف نسمة أسبوعيًّا.
7- المزارعون هناك كانوا يبيعون أبقارهم في نيجيريا المجاورة بـ 15 دولارًا للبقرة فقط؛ لشراء الغذاء والبذور، وهو السعر الذي يعد أقل حتى من مصروف التربية والسفر، علاوة على خسارة أبقارهم.
• مآسي الأزمة:
ولقد ترتَّب على هذه الكارثة الإنسانية، التي تعرَّض - وما زال يتعرَّض - لها شعب النيجر المسلم، مجموعةٌ من المآسي التي أفرزَتْها الأزمة، وهي:
1- النساء هناك كن يتسابقن على أوراق الأشجار وقرى النمل بعد أن فقدوا الغذاء الآدمي، فقد ساهم هذا الوضع في بروز بعض الحالات الإنسانية الخطيرة التي تدمي القلوب، حيث لوحظ في مختلف المناطق تسابق النساء والأطفال لمزاحمة الحيوانات في قطف أوراق الأشجار، وخاصَّة شجرة (بوسيا وجيغيا)، حيث تقوم النساء بقطف كمية كبيرة جدًّا تصل إلى 15 كلغ؛ لتكفي أسرة من عشرة أفراد خلال يوم واحد؛ لأنَّ طبخ هذه الأشجار يتطلب وقتًا طويلاً؛ نظرًا لاحتوائها على مادَّة حمضيَّة بكميَّة كبيرة قد تسبب أمراضًا إذا لم تصفَّ من هذه المادة، لِهذا يقوم النساء بطبخها ثم تصفيتها من الماء عدَّة مرات، كما يضاف على هذه الأوراق جذور بعض الأشجار؛ لتمويه الأطفال بتوفُّر غذاء وافر، وقد أدى هذا الوضع لظهور حالات كثيرة من سوء التغذية في صفوف الأطفال، كما شوهد مجموعة من النساء يقمن بالحفر عن قرى النمل طيلة اليوم؛ ليحصُلْن على كيلو واحد من مخزون هذه القرى من الحبوب التي لا تكفي لوجبة يوم لـ 3 أفراد من العائلة.
2- أولياء الأمور كانوا يغادرون القرى بحثًا عن العمل، فنظرًا لهذا الوضع السيئ غادر بعض أولياء الأمور القرى المتضرِّرة بحثًا عن حياة كريمة لهم ولعائلاتهم، فقصدوا بعض الدول المجاورة والمدن الحضارية وخاصَّة نيامي، كما لوحظ هجرة بعض العائلات بعد بيع كل ما يملكون من الحيوانات والقطع الأرضية، للاستقرار في المدن الكبرى وللاشتغال بالتجارة، وقد فشل الكثير منهم، حيثُ إنَّ المبالغ التي وفَّروها من بيع مُمتلكاتهم، أجَّروا بها بيتًا واشتروا بعض المواد الغذائية الضرورية، والباقي للقيام بأعمال تِجارية صغيرة، والتي لم تنجح مع الكثيرين منهم، فتحوَّلوا إلى متسوِّلين في الطرقات.
3- انتشار الرذائل والموبقات: فقد سبَّب هجرة أولياء الأمور إلى المدن والدول المجاورة، تَحمُّل النساء مسؤولية توفير الأكل للأطفال، وقد نفِد ما تَرَكَهُ لَهُم ربُّ البيت، فاستعملوا وسائل أخرى لتلبية رغبات الأطفال؛ كبيع الحيوانات وممتلكات البيت، واستعمال أوراق الأشجار، ومع تأخُّر ربِّ البيت في إرسال النقود، والذي هو الآخَر تَجِدُه يتسوَّل في هذه المدن والدُّول المجاورة؛ للحصول على ما يسد به رمقه، ناهيك على أن يقوم بإرسال النقود لعائلته، فقد نتج عن هذا الوضع المأساوي عجز النساء عن توفير الغذاء للأطفال، حيث لم يتبقَّ من شيء يُباع غير شرفهن، لتظهر بذلك بيوتات الدعارة في المدن القريبة من تلك القرى المتضررة، مستغلَّة حالة العجز والعوز التي دَفَعَتِ النِّساء والفتيات لِلهجرة إليها لممارسة الرذيلة فيها، والحصول على نصف دولار أو ربع دولار حسب ما يرويه أهالي هذه المدن، وقدِ استغلَّ هذا الوضع أصحاب النفوس الضعيفة للقيام بعملية التجارة في أعراض وشرف النساء اللواتي لا حول ولا قوة لهن سوى الخضوع؛ للحصول على فرنكات ترجِعُ بِها في نهاية الأسبوع لأطفالها التي تركتهم مع الجيران (النساء)، أو الرجوع لأمهاتِهن وإخوانِهن (الفتيات) حاملة معها من الدخن كي يكفيهم مدة أسبوع، وقد سبب هذا في ظهور ظاهرة الطلاق وبالتالي تشرد العائلة، خصوصًا عند رجوع بعض الرجال وأولياء الأمور من الدول المجاورة حاملين معهم بعض أكياس الدخن لعائلاتهم، وعند سماعهم بما وقع فيه نساؤهم وبناتهم عزموا على الطلاق والعودة من حيث أتَوْا، وهو مما زاد الوضع سوءًا.
4- تفشي ظاهرة السرقة: فقد ظهرت الكثير من عمليات السرقة للمحلات التجارية وللحيوانات في البيوت، وظهور قطاع الطرق، حيث سجلت حالات عدَّة وخصوصًا في الليل الذي تقل فيه الحركة.
5- تفشي ظاهرة التسول: حيث لوحظ ازدياد عدد المتسولين وبشكل رهيب في الطرقات في صفوف النساء والرجال والأطفال، وأصبح التسوُّل سببًا من أسباب تفشي ظاهرة الزنا، وذلك باستغلال الفتيات اللاتي لم تتجاوز أعمارهن 15 سنة من قِبَل أصحاب رؤوس الأموال، لإرغامهن على ممارسة الرذيلة مقابل الحصول على مبلغ مالي، وهذا ما ذكره بعض شهود العيان.
• التكافل الاجتماعي الغائب:
ولكن أين الأمة الإسلامية، أُمَّة الرَّحْمَة والتكافل من مأساة الجوعى والمنكوبين في النيجر المسلمة؟! وهل أحس المسلمون بآهات وآلام وأنين الجوعى من المسلمين هناك، إن الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم – يقول: ((مَن بات شبعانًا وجاره جائع وهو يعلم؛ فقد برئت منه ذمة الله))، وقياسًا على هذا الحديث نقول: أيُّما دولة إسلامية باتَتْ شبعانة، وجارتُها المسلمة جائعة، فقد برئت منها ذمة الله.
إنها حقًّا مأساة، أن يكون في أمة الإسلام آلاف وربما ملايين يمتلكون المليارات، وفي المقابل ملايين من هذه الأمة يتضورون جوعًا كل ليلة، ولا يجدون ما يسد جوعهم، فأين التكافل بين المسلمين وأين التوادُّ والتراحم؟
إنَّ الحقائق التي ذكرناها عن مأساة المسلمين في النيجر، وعن حال الجوعى هناك - تفطر القلوب، وتجعل المُسْلِم المهتمَّ بأمر إخوانه يَبكي دمًا لا دموعًا على ما وصل إليه حال المسلمين هناك، نتيجة الجوع الذي أكل الأخضر واليابس، فالنَّاس هناك - وكما رأينا - كانوا يعيشون على أوراق الشجر والحشائش منذُ عِدَّة أشهر بعد نزول الأمطار، ويأكلون بعض الحشائش السامة والمرة بعد غليها في الماء لمدة أربعة أيام؛ حتى يستطيعوا أكلها بعد أن تَخِفَّ مرارتُها، والقبائل في شرق وشمال النيجر إذا وجدوا قيمة شراء الطعام، فإن أكثرهم لا يستطيع نقله إلى عائلاتهم في عمق الصحراء؛ لقلة الطرق وسوء الموجود منها.
وكان من المشاهد المألوف في النيجر، أن ترى امرأة عجوزًا تقطف أوراق الشجر وتنظفها استعدادًا لطبخها، وأن ترى أطفالاً أصبحوا هياكل عظمية من سوء التغذية وفقدان الحليب، وفي بعض القرى اضطر الناس لحفر بيوت النمل بحثًا عن بقايا الحبوب داخلها، وأكثر المتضررين هم الأطفال الرضع، وذلك لعدم قدرة كثير من العائلات على الحصول على الحليب المجفَّف، فالأمَّهات يعيشون على أوراق الشجر والحشائش فلا يجد الطفل الرضيعُ حليبًا في صدرها، مما يجعله يواجه الموت جوعًا.
إنَّها مأساة إنسانية عاشها شعب مسلم، وما زال يعيش طرفًا منها، بعد انتهاء موجات الجفاف، وقد غابت عنها أمة الإسلام، الأمة التي يفرض عليها دينُها أن تكفل الجوعى المسلمين في كل مكان، ولو أخرج المسلمون زكاة أموالهم لصارت مليارات، ولكفلت كل الفقراء والجوعى في العالم الإسلامي، وما رأينا جائعًا واحدًا، ولكن المحزن والمبكي أن نسمع وقت الأزمة واشتداد الكارثة هناك، أن الدول العربية والإسلامية لم تساهم إلا بـ 1200 طن فقط، كمساعدات لأهلِ النَّيْجَر؛ أي ما يُعادِلُ 2% من المساعدات، بينما الغرب 98% حسب إفادة رئيس الوزراء في النيجر.
• المراجـع:
1- المجاعة في النيجر: رواية شاهد عيان - خالد بن محمد الطويل - الإسلام اليوم - الرياض 14 سبتمبر 2005م
2- شبح الموت يحاصر ربع سكان النيجر - شبكة نسيج - 25 سبتمبر 2005م.
3- مأساة الجوع في النيجر- قناة الجزيرة - المراسل عبدالقادر عياض، بتاريخ 13 يونية 2005م.
4- عاجل من أرض النيجر المسلمة - موقع طريق الإسلام - 5 أغسطس 2005م.
5- مَن لمسلمي النيجر - ملفات موقع طريق الإسلام - 15 أغسطس 2005م.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
رد: المسلمون في النيجر بين فكي الفقر والجفاف
انا لله وانا اليه راجعون
الله يكون في عونهم وعون الجميع
جزاك الله خير علئ هذا الموضوع المفيد
وتقبل مروري
الله يكون في عونهم وعون الجميع
جزاك الله خير علئ هذا الموضوع المفيد
وتقبل مروري
جبل مراد- المدير العام
- عدد الرسائل : 16
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 17/07/2008
رد: المسلمون في النيجر بين فكي الفقر والجفاف
انا لله ونا اليه راجعون
جزاك الله خير اخي الكريم
تقبل مروري
جزاك الله خير اخي الكريم
تقبل مروري
صقرمراد- اداري تنفيذى
- عدد الرسائل : 96
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 20/07/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى